أفادت صحيفة The Times البريطانية  بأن القوات الجوية البريطانية أجرت طلعات تجسسية فوق غزة لتحديد مواقع الأسرى لدى المقاومة.

كشفت صحيفة The Times البريطانية أن سلاح الجو الملكي البريطاني (RAF) ينفذ منذ أشهر طلعات تجسس واستطلاع فوق قطاع غزة، بهدف جمع معلومات استخباراتية حول مواقع الأسرى الصهاينة المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ونقلها مباشرة إلى الكيان الصهيوني.

وبحسب التقرير، تقوم طائرات التجسس من طراز "Shadow R1"، المزودة بأجهزة استشعار بصرية عالية الدقة، بمسح مفصل للطرقات والمباني وحتى الأهداف المتحركة، بهدف دعم العمليات العسكرية للاحتلال.

إقلاع من قاعدة عسكرية في قبرص

وتنطلق هذه الطائرات من قاعدة "أكروتيري" البريطانية في جنوب قبرص، حيث تُغلق إشاراتها أثناء التحليق فوق غزة، ثم تعيد تشغيلها عند العودة، ما يُظهر محاولة واضحة للتستر على نشاطها.

وذكرت الصحيفة أن آخر رحلة من هذا النوع نُفذت الشهر الماضي، وأن هذه المهام تتم بشكل شبه يومي منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، مؤكدة أن كل المعلومات تُرسل مباشرة إلى الاستخبارات الصهيونية.

تناقض فاضح بين التصريحات والدعم الفعلي

رغم التصريحات الرسمية البريطانية الأخيرة حول نية الاعتراف بالدولة الفلسطينية، تؤكد هذه التقارير أن التعاون العسكري بين بريطانيا والاحتلال لم يتوقف، بل ازداد عمقًا خلال العدوان على غزة.

وقد قوبلت هذه المعلومات بموجة غضب داخلية في بريطانيا، حيث ندّدت جماعات حقوق الإنسان وأحزاب يسارية بهذه الشراكة، واعتبرتها دعمًا مباشرًا للمجازر بحق المدنيين الفلسطينيين. بعض الناشطين اقتحموا قواعد عسكرية احتجاجًا على هذا التعاون، إلا أن السلطات ردّت بحظر نشاطهم.

دبلوماسية شكلية وشراكة فعلية في الجرائم

ووصف التقرير التحركات البريطانية تجاه القضية الفلسطينية بأنها "مناورات دبلوماسية شكلية" لامتصاص الضغوط الدولية، في حين تؤدي لندن دورًا فعليًا في تغذية آلة الحرب الصهيونية وتوفير الدعم الاستخباراتي لجرائم قد ترقى إلى جرائم حرب.

في ظل استمرار المجازر بحق المدنيين في غزة، ومن بينهم آلاف الأطفال، يُنظر إلى هذا التعاون الاستخباراتي على أنه مشاركة مباشرة في الجريمة، وانتهاك صارخ للقانون الدولي ولمبادئ حقوق الإنسان. (İLKHA)